الموضوع المقالي
واجه النظام الاشتراكي
السوفييتي نقيضه الرأسمالي الليبرالي، منذ قيام الثورة
البلشفية حتى انهيار الإتحاد السوفييتي وبروز النظام العالمي الجديد.
اكتب(ي) موضوعا مقاليا تبرز(ين) فيه ما يأتي:
- خطوات بناء النظام الاشتراكي السوفييتي منذ قيام الثورة البلشفية إلى سنة 1939م؛
- مظاهر الصراع بين المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي والمعسكر الرأسمالي بزعامة الولايات الأمريكية في إطار القطبية الثنائية؛
- عوامل انهيار الاتحاد السوفييتي، ومظاهر النظام العالمي الجديد
شكل نجاح الثورة البلشفية سنة 1917م
وبناء اول النظام الاشتراكي في العالم، بداية الصراع بين الاتحاد السوفياتي
والمعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في إطار نظام القطبية
الثنائية. لكن انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991 أدى الى بروز نظام عالمي جديد في
إطار القطبية الواحدة.
- ما خطوات بناء النظام الاشتراكي السوفييتي منذ قيام الثورة البلشفية إلى سنة 1939م؟
- ما مظاهر الصراع بين المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي والمعسكر الرأسمالي بزعامة الولايات الأمريكية في إطار القطبية الثنائية؟
- ما عوامل انهيار الاتحاد السوفييتي، ومظاهر النظام العالمي الجديد؟
شهدت روسيا ثورة بلشفية يوم 25 أكتوبر 1917م، تزعمها لنين بدعم من الفلاحين والعمال (البروليتاريا) الذين استطاعوا اسقاط الحكومة المؤقتة (البورجوازية) ووصول البلاشفة الى الحكم وبداية بناء اول نظام الاشتراكي. حرص لينين على ارسائه وستالين على ترسيخه من خلال مجموعة من الخطوات، حيث عمل لنين الذي حكم ما بين 1917 – 1924م، على إصدار مجموعة من المراسيم الاستعجالية (الأرض، المؤسسات الصناعية- القوميات) التي أدت الى اندلاع الحرب الأهلية (1918-1921) بين البلاشفة بدعم من الجيش الأحمر والمعارضة الداخلية بدعم من القوات البيضاء ومساندة القوى الرأسمالية الخارجية (فرنسا، إنجلترا)، واجهها لنين بتبني سياسة شيوعية الحرب التي نجحت في القضاء على المعارضة الداخلية وانسحاب القوى الرأسمالية من روسيا، لكنها خلفت نتائج جد سلبية تمثلت في تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الروسي، دفعت لنين لنهج سياسة جديدة سميت السياسة الاقتصادية الجديدة (نيب) سنة 1921، والتي مثلت تراجعا مؤقتا عن تطبيق الاشتراكية والانفتاح على الرأسمالية. بعد وفاة لينين في يناير 1924م، تسلم الحكم جوزيف ستالين سنة 1928م بعد القضاء على معارضيه خاصة تروتسكي، حيث عمل على ترسيخ النظام الاشتراكي بإلغاء سياسة النيب، ونهج سياسة التخطيط 1928م التي تقوم على وضع تصاميم خماسية (المخطط الخماسي)، وذلك بهدف تحويل الاتحاد السوفييتي من بلد زراعي ضعيف إلى بلد صناعي قوي ومستقل عن الأطماع الرأسمالية. استهدف المخطط الخماسي الأول والثاني إنشاء السوفخوزات (أراضي الدولة) وتجميع الأراضي في إطار الكولخوزات (النظام التعاوني) والاهتمام بالصناعات الثقيلة والاستهلاكية.
انقسم العالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية الى قسمين في ظل نظام القطبية الثنائية؛ الاتحاد السوفياتي زعيم المعسكر الاشتراكي والولايات المتحدة الأمريكية قائدة المعسكر الرأسمالي، تمثلت مظاهر الصراع بينهما في الحرب الباردة الأولى 1947-1953م، في تكوين الأحلاف العسكرية والسياسية والمنظمات الاقتصادية لكل من المعسكر الاشتراكي (الكومنفرم 1947، حلف وارسو، الكوميكون) والمعسكر الرأسمالي (حلف شمال الأطلسي، المنظمة الأوربية للتعاون الاقتصادي...)، ونتج عن الحرب الباردة الأولى مجموعة من الأزمات منها أزمة برلين (1948-1949) والحرب الكورية بين (1950-1953م). بعد وفاة ستالين من سنة 1953م دخلت العلاقات الدولية مرحلة الانفراج وتحسن العلاقات الامريكية السوفياتية مع استمرار الصراع الإيديولوجي، مرحلة التعايش السلمي (1953-1975م) بسبب رغبة زعماء القوتين في تجنيب العالم حرب نووية وشهد هذ المرحلة تنظيم لقاءات بين زعماء القوتين لمعالجة القضايا الدولية بواسطة الحوار (مؤتمر برلين، مؤتمر فيينا، مؤتمر قمة جنيف) ...، والتوقيع على اتفاقيات للحد من التسلح (اتفاقية SALTسنة 1972م). كما تخللت مرحلة التعايش السلمي بعض الأزمات كأزمة برلين الثانية (1961) وأزمة كوبا (1962) في الحرب الباردة الثانية تجددت المواجهة بين القطبين في عدة مناطق من العالم الثالث بواسطة التدخل (تدخل الاتحاد السوفياتي في أفغانستان 1979م) أو التزويد بالأسلحة (أنغولا والموزمبيق) والتسابق نحو التسلح المتطور (إطلاق الولايات المتحدة الأمريكية المشروع المعروف ب "حرب النجوم" برنامج الدرع الاستراتيجي).
انتهت حالة الانقسام
والصراع التي عرفها العالم ظل نظام القطبية الثنائية (1947-1953م)، نتيجة انهيار
الاتحاد السوفياتي بسبب مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي تجلت في تركيبة
الاتحاد السوفياتي وتضخم النفقات العسكرية بسبب السباق نحو التسلح ثم انهيار
المعسكر الاشتراكي بشرق أوربا وتحول الأنظمة السياسية والاقتصادية بدوله إلى
الديمقراطية والليبرالية على غرار النموذج الغربي فشل إصلاحات غورباتشوف الاقتصادية
والسياسية (البيريسترويكاPerestruika والكلاسنو ست ) إضافة الى انهيار جدار برلين سنة 1989م وتوحيد
الألمانيتين 1990م على أسس النظام الليبرالي. وفي سنة 1991 تفكك الاتحاد السوفياتي
ونهاية نظام القطبية الثنائية وظهور النظام العالمي الجديد القائم على القطبية
الواحدة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
من مظاهر النظام العالمي الجديد السياسية واقتصادية نجد هيمنة الولايات المتحدة
الأمريكية على العالم باعتبارها قطبا واحدا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي-زعامة
الولايات المتحدة الأمريكية للإيديولوجية الليبرالية الجديدة وهيمنة الرأسمالية
ونظام اقتصاد السوق، اما المظاهر العسكرية تتمظهر
في زيادة سيطرة(و.م. أ) على المجالات البرية والبحرية والجوية في العالم، وإقامة
قواعد عسكرية في مختلف أنحاء العالم-توسيع حلف دول شمال الأطلسي بانضمام دول حلف
وارسو-تزايد دور الأمم المتحدة بالتدخل في عدة مناطق لإقرار السلم. الى جانب مظاهر أخرى كتزايد
التوتر والنزاعات الدينية والعرقية الداخلية (بورندي- رواندا) وبين الدول(الهند وباكستان)،
وتزايد عدد اللاجئين والمهاجرين والفقراء والعاطلين عن العمل إضافة الى تصاعد حركات التطرف والإرهاب.
أضحت الولايات المتحدة الأمريكية القطب الوحيد المهيمن على السياسة والاقتصاد العالمي بعد تفكك الاتحاد السوفيياتي وانهيار المعسكر الاشتراكي.
الموضوع الثاني
تعرض كل من المشرق العربي خلال الانتدابين البريطاني والفرنسي، والمغرب في عهد الحماية الأجنبية لاستغلال استعماري، ترتبت عنه ردود فعل في شكل حركات وطنية.
اكتب(ي) موضوعا مقاليا تبرز(ين) فيه ما يأتي:
- مظاهر الاستغلال الاستعماري بالمشرق العربي خلال الانتدابين البريطاني والفرنسي، وبالمغرب في عهد الحماية الأجنبية؛
- تطور المقاومة الفلسطينية للانتداب البريطاني؛
- تطور الحركة الوطنية المغربية من 1930 إلى سنة 1944.
تعرض كل من المشرق العربي خلال الانتدابين البريطاني والفرنسي، والمغرب في عهد الحماية الأجنبية لاستغلال استعماري، ترتبت عنه ردود فعل في شكل حركات وطنية.
- ما مظاهر الاستغلال الاستعماري بالمشرق العربي خلال الانتدابين البريطاني والفرنسي، وبالمغرب في عهد الحماية الأجنبية؟
- ما تطور المقاومة الفلسطينية للانتداب البريطاني؟
- ما تطور الحركة الوطنية المغربية من 1930 إلى سنة 1944؟
توغل الاستعمار البريطاني
والفرنسي في المشرق العربي بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية مباشرة بعد نهاية
الحرب العالمية الأولى، حيث فرض الانتداب الإنجليزي على العراق والأردن وفلسطين،
والانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان بمقتضى مؤتمر سان ريمو لسنة 1920م. ثم شرعت سلطات
الانتداب في نهج سياسة استعمارية قائمة على الاستغلال والتجزئة والقهر، ففي المجال
السياسي والإداري عينت بريطانيا فيصل بن
الحسين ملكا على العراق، وأخيه عبد الله ملكا على الأردن، في المقابل حولت فرنسا
الانتداب إلى حكم مباشر في بلاد الشام، كما فصلت لبنان عن سوريا وتقسيمها إلى
أربعة مناطق (العلويين، الدروز، حلب، دمشق)، اما فلاحيا تشجيع الاستيطان الأجنبي في أجود الأراضي فرض
التسجيل العقاري للأراضي توسيع الزراعة الرأسمالية(قطن-حرير)، ثم صناعيا عبر إصدار
قوانين تشجيع الصناعة الخفيفة و إعفاء موارد التجهيز من الرسوم الجمركية ثم منح امتيازات
للشركات الأمريكية والكندية للتنقيب عن المعادن، أما تجاريا فنجد احتكار النشاط
التجاري من لدن بريطانيا وفرنسا(الحبوب-الجلود-القطن..).
دون ان ننسى ماليا حيث تداول عملات أجنبية عوض العملة العثمانية وإنشاء أبناك
لتمويل مشاريع زراعية وصناعية. إلى جانب المشرق العربي تعرض المغرب هو الاخر
للاستغلال استعماري بعد فرض نظام الحماية عليه 30 مارس 1912م، ففي المجال الفلاحي
السيطرة على الأراضي الخصبة عن طريق استعمار رسمي استعمار خاص ودخول فلاحة
رأسمالية تسويقية إلى المغرب أما فيما يخص المجال الصناعي نجد احتكار الشركات
لعملية التنقيب عن المعادن واستغلالها (الفوسفاط، الفحم الحجري، الحديد) وهيمنة الصناعات
الاستخراجية والتحويلية والخفيفة، وأخيرا تجاريا من خلال ارتباط المغرب بالتجارة
الفرنسية والإسبانية وعجز في الميزان التجاري المغربي.
نتج عن صك الانتداب البريطاني على فلسطين وتشجيع الحركة الصهيونية على الاستيطان بفلسطين فيظهور المقاومة الفلسطينية (1920-1939 التي مرت بمرحلتين:
المقاومة السلمية (من 1920 الى 1935م): تميزت هذه المرحلة بضعف التنظيم والطابع السلمي ضد الاستيطان الصهيوني، من خلال ظهور عدة تنظيمات (جمعيات الإخاء والعفاف، جمعية المقاومة الصهيونية، اللجنة العربية العليا..)، عملت على توعية الفلسطينيين بخطر الحركة الصهيونية. كما تخللتها بعض المظاهرات العنيفة (أحداث القدس 1920م، أحداث يافا 1921م، ثورة البراق سنة 1929م..)، كانت الأساليب المستعملة هي الاحتجاجات والمظاهرات والعرائض وبعض الثورات المسلحة.
المقاومة المسلحة (من
1935 الى 1939م): انطلقت سنة 1935م تميزت بالتنظيم المحكم للكفاح الوطني المسلح ضد
حكومة الانتداب البريطاني والاستيطان الصهيوني، من أهم محطاتها ثورة عزالدين
القسام سنة 1935م والثورة الكبرى (1936م - 1939م)، التي كادت تنهي الوجود الصهيوني
لولا تدخل سلطات الانتداب بمساعدة المنظمات العسكرية الصهيونية.
واجه المغاربة الاحتلال الفرنسي والاسباني بالمقاومة المسلحة التي توقفت سنة 1934م وبداية مرحلة المقاومة السياسية مع نشأة الحركة الوطنية خلال الثلاثينات بسبب الاثار السلبية للاستغلال الاستعماري واصدار سلطات الحماية الفرنسية الظهير البربري 16 ماي 1930م، ففي المنطقة السلطانية تأسست كتلة العمل الوطني 1934 وفي المنطقة الخليفية تأسيس حزب الإصلاح الوطني وحزب الوحدة المغربية. قدمت الحركة الوطنية في المرحلة الأولى مطالب إصلاحية الى سلطات الحماية قبلت بالرفض والتعنت. مما دفع الحركة الوطنية الى تحول نحو المطالبة بالاستقلال بعد صدور الميثاق الأطلنطي 1941م الذي ينص في تقرير مصيرها سنة وانعقاد مؤتمر آنفا سنة 1943م الى جانب نجاح الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي، وفي 11 يناير 1944م قدم حزب الاستقلال بتنسيق مع السلطان الى الإقامة العامة وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11يناير.
ترتب عن التضحيات التي بذلتها الحركات الوطنية بالمغرب وبلدان المشرق العربي، طرد المستعمر وحصول شعوب المنطقة على استقلالها باستثناء المأساة الفلسطينية المستمرة.