تقديم اشكالي: تعد اليابان أحد الأقطاب اقتصادية الكبرى في العالم بفضل تجارتها القوية، التي تستفيد من تفوق الصناعة اليابانية ومن المؤهلات البشرية والتنظيمية رغم ضعف إمكاناتها الطبيعية.
- ما مظاهر القوة التجارية اليابانية على الصعيد العالمي؟
- ما العوامل المفسرة للقوة التجارة اليابانية؟
- ما المشاكل والتحديات التي تعترض الاقتصاد الياباني؟
I- مظاهر القوة التجارية اليابانية على الصعيد العالمي:
تتعدد مظاهر قوة التجارية اليابانية ׃
- هيمنة المواد المصنعة (تجهيزات النقل، الات ومواد التجهيز، أدوات كهربائية..) على الصادرات اليابانية ب 94% بينما تتشكل الواردات من محروقات ومواد معدنية ومواد فلاحية.
- فائض في الميزان التجاري بفضل القيمة المضافة العالية للصادرات التي تتكون أساسا من مواد مصنعة.
- نصيب اليابان من التجارة الدولية: تستحوذ على 5.38%من الصادرات و4.67% من الواردات العالميين.
- تعدد الشركاء التجاريين لليابان حيث تتعامل مع مختلف دول العالم، وتحقق فائض في الميزان التجاري مع كل من أمريكا الشمالية وأوروبا وجنوب شرق اسيا، بينما يحقق ميزانها التجاري عجز عند تعاملها مع الصين وافريقيا والشرق الأوسط
- الامتداد المجالي الكبير للاستثمارات الخارجية اليابانية المباشرة
- التوفر على ثاني أكبر بورصة عالمية "بورصة طوكيو" من حيث قيمة المعاملات المالية بعد بورصة نيويورك الشيء الذي يعكس قوة عملة اليابان في الأسواق المالية العالمية.
- القدرة التنافسية الكبيرة لمنتوجاتها في الأسواق العالمية،
- اتساع اشعاع التجاري على الصعيد العالمي
تحتل اليابان مكانة مهمة في الاقتصاد العالمي الى جانب الاتحاد الأوربي وامريكا الشمالية بفضل قوة تجارتها.
II- العوامل المفسرة لقوة التجارة الخارجية لليابان:
العامل الجغرافي:
تتمثل في الموقع الاستراتيجي لليابان بمنطقة شرق آسيا ومجاورتها لأكبر تجمع
سكاني عالمي (آسيا) وانفتاحها على العالم من خلال مجموعة من المحيطات.
العامل التاريخي ׃
يتلخص في الدور
الذي لعبته الدولة في الإقلاع الاقتصادي منذ القرن 19 (عهد ميجي/ الإمبراطور ميتسو
هيتو ) بالإضافة إلى استفادة اليابان من ظروف الحربين العالميتين 1 و2 ومن
المساعدات الامريكية في ظل الحرب الباردة.
العوامل البشرية ׃
- كثافة سكانية مرتفعة حوالي (127 مليون نسمة) تهيمن عليها الفئة النشيطة 62%.
- يد عاملة مؤهلة علميا وتقنيا ومنضبطة متفانية وتحب العمل رغم ضعف الأجور بالمقارنة مع الأوساط الأوربية والأمريكية.
العوامل التنظيمية:
- التنظيم الرأسمالي المحكم القائم على تركز المقاولات.
- صرامة النظام التربوي القائم على تقدير الجودة وعلى التنافسية.
- دور الشركات التجارية الكبرى مثل السوكوسوشا sogo soshaفي الإشعاع التجاري الياباني : حيث تقوم هذه المؤسسة المتخصصة في الأعمال التجارية بوظائف متنوعة مثل توفير المواد الأولية والطاقية وتسويق المنتجات وتقديم خدمات أخرى متنوعة كالتامين وتزويد المقاولات بالقروض والمعلومات حول أوضاع الأسواق الداخلية والخارجية وحاجاتها من المنتوجات المطلوبة على المستوى العالمي والقيام ببحث منظم ومستمر حول المعلومات المتعلقة بالتقدم التكنولوجي ومستجداته في ميدان الصناعة بهدف تطوير هذا القطاع وهو ما يعرف بإستراتيجية اليقظة التكنولوجية.
- تسخير البحث العلمي في خدمة التنمية الاقتصادية ׃ حيث تخصص الدولة 3 % من ناتجها الوطني للبحث العلمي والتكنولوجي وهي أعلى نسبة في العالم، مما مكنها من توفير أزيد من 300.000 باحث ومهندس كما أن أكثر من 80 % من الأبحاث تنجزها المقاولات داخل مختبرات تتوطن بالداخل والخارج وكذا بالجامعات العالمية.
- الدور الايجابي للفاعلين الاقتصاديين الثلاثة: الدولـــــــة+ اليابانيون+ المقاولات
عوامل تجهيزية:
بنيات تحتية قوية تلعب دورا مهما في تنشيط التجارة الخارجية، حيث تتوفر اليابان على أسطول تجاري ضخم يحتل المرتبة الثانية على الصعيد العالمي، بالإضافة إلى العديد من الموانئ والمطارات ....
القوة الصناعية لليابان كأحد أهم أسس قوتها التجارية:
يتميز القطاع الصناعي في اليابان بعدة خصائص:
- ضخامة الإنتاج الصناعي وتنوعه (الصناعات الإلكترونية، الصناعات الميكانيكية، الصناعات الكيماوية...)
- تفوق اليابان في مجال صناعة السيارات (الرتبة 3 عالميا) والصناعة الالكترونية (أجهزة التلفاز، الحواسب)
- جودة المنتجات الصناعية مما يجعلها قادرة على غزو الأسواق العالمية
- تركز المركبات الصناعية على طول السواحل الجنوبية للمحيط الهادي (طوكيو ويوكوهما...)
- مساهمة اليابان ب 15% من الإنتاج الصناعي العالمي ثاني قوة صناعية في العالم بعد الو.م .ا
تعد الصناعة مصدر قوة اليابان التجارية خاصة وقوتها الاقتصادية عامة
III- المشاكل والتحديات التي تعترض الاقتصاد الياباني:
يعترض الاقتصاد الياباني مجموعة من مشاكل وتحديات أهمها ׃
مشاكل وتحديات مرتبطة بالتبعية للخارج:
- تبعية اليابان للخارج لتزود المواد الأولية (المعدنية والطاقية) والمواد الغذائية، مما يجعله رهين تقلبات الأسعار في السوق الدولي؛
- ارتباط الاقتصاد الياباني بالسوق الخارجية في التصدير؛
مشاكل وتحديات مرتبطة بالمنافسة الدولية على الأسواق
- المنافسة الأجنبية للمنتوجات اليابانية من طرف الأقطاب الاقتصادية العالمية ( الو.م.أ والاتحاد الاروبي ) من جهة وبعض القوى الصاعدة كالصين وكوريا ج من جهة أخرى؛
- تراجع القدرة التنافسية للمنتوجات اليابانية.
مشاكل وتحديات مرتبطة بالأزمات الاقتصادية والسياسية:
- تأثر الاقتصاد الياباني بالأزمات المالية التي تعرفها البورصات العالمية بسبب ارتباط اقتصادها بالسوق الخارجية؛
- تأثر بتقلبات بأسعار المواد الأولية (المواد الطاقية والمعدنية)؛
- تأثر بالأزمات السياسية (الحروب والنزاعات).
التحديات الطبيعية والبيئية:
- تعرض البلاد لسلسلة من الكوارث الطبيعية خاصة الزلازل والأعاصير(تسونامي)؛
- التلوث البيئي بأنواعه خصوصا تسرب الإشعاع النووي (محطة فوكوشيما).
خاتمة:
استطعت اليابان ان تحتل مكانة متميزة في الاقتصاد العالمي بفضل قوة تجارتها
ورغم افتقارها للموارد الطبيعية.