أخر الاخبار

الثورة الروسية وازمات الديمقراطيات الليبرالية

تقديم اشكالي:

عمقت الحرب العالمية الأولى أزمة وتناقضات المجتمع الروسي مما تسبب في اندلاع الثورة الروسية 1917م، وبالتالي قيام أول نظام اشتراكي في العالم، بالمقابل تعرضت الديموقراطيات الليبيرالية بأوربا الغربية لمرحلة من الأزمات.
  • ما السياق التاريخي لاندلاع الثورة الروسية ومراحلها؟
  • ما خطوات إرساء وترسيخ النظام الاشتراكي في روسيا بعد الثورة؟
  • ما أوضاع الديموقراطيات الليبرالية فيما بين الحربين؟
عنوان الوحدة 3 مكون التاريخ

I- السياق التاريخي للثورة الروسية ومراحلها:

 1- الأوضاع العامة للمجتمع الروسي قبل اندلاع الثورة.

  • سياسيا׃ نظام قيصري استبدادي، مقابل سلطة تشريعية شكلية (مجلس الدوما)، مما ساهم في ظهور تيارات سياسية معارضة.
  • اجتماعيا׃ التفاوتات الكبيرة بين الكولاك والموجيك في البوادي، وبين البورجوازية والطبقة العاملة في المدن، كما تميزت أوضاع غالبية المجتمع بالبؤس والفقر.
  • اقتصاديا׃ محدودية القطاع الصناعي الذي تهيمن عليه الاستثمارات الأجنبية، أما الفلاحة فلم تمكن من تحقيق كل حاجيات السكان بفعل محدودية نظام المير واعتماد أساليب تقليدية.
  • عسكريا: توالي هزائم الجيش الروسي في الحرب العالمية الأولى، وقلة تجهيزه، وارتفاع عدد القتلى، بدأت عملية الفرار من جبهات القتال والانضمام إلى الثوار بالمدن والبوادي.

 2- المراحل الكبرى للثورة الروسية.

  • ثورة فبراير1917׃
انطلقت بمظاهرات تزعمتها نساء بتروغراد بسبب ارتفاع الأسعار وقلة المواد الغذائية، انضم إليها العمال والجيش مما دفع القيصر نيقولا الثاني إلى الاستقالة، وتشكيل حكومة بورجوازية مؤقتة بقيادة كرينسكي.
  • ثورة أكتوبر 1917׃
استغل البلاشفة بقيادة لينين أخطاء الحكومة البورجوازية المؤقتة وعجزها عن إخراج روسيا من الأزمة، فقاموا بثورة ضد الحكومة المؤقتة يوم 25أكتوبر 1917م تحت شعار "كل السلطات للسوفييات، الأرض للفلاحين، المعامل للعمال، وإنهاء الحرب، وحق تقرير مصير القوميات" فتمكنوا من تشكيل حكومة بلشفية بقيادة لنين.

II- خطوات إرساء وترسيخ النظام الاشتراكي السوفياتي بعد ثورة أكتوبر 1917م:

 1- تحديات إرساء النظام الاشتراكي والتدابير التي اتخذها لينين لمواجهتها (1917-1921م)

قام لينين بإصدار مجموعة من المراسيم لترسيخ النظام الاشتراكي من أهمها:
  • مرسوم السلم: إيقاف الحرب من خلال معاهدة بريست ليتوفسك مع ألمانيا سنة 1918م؛
  • مرسوم الأرض: مصادرة أراضي الملاكين الكبار دون تعويض؛
  • مرسوم المؤسسات الصناعية: مراقبة العمال للمصانع؛
  • مرسوم القوميات: منح القوميات حق تقرير المصير؛
خلف صدور هذه المراسيم ردود فعل داخلية وخارجية:
اندلاع الحرب الاهلية (1918-1921م): بين أنصار الحكومة المؤقتة بدعم من الجيش الأبيض والدول الرأسمالية(انجلترا، فرنسا) والحكومة البلشفية بدعم من الجيش الأحمر.
انتهت الحرب الأهلية بانتصار البلاشفة بعد تطبيق لنين سياسة شيوعية الحرب بتعبئة كل الموارد الاقتصادية من أجل الحرب، وتأميم التجارة ووسائل النقل، ومصادرة فائض الإنتاج لتموين الجيش، أما سياسيا فتم التخلي عن دكتاتورية البروليتاريا لفائدة ديكتاتورية الحزب البلشفي.
 ترتب عن إجراءات شيوعية الحرب مشاكل اقتصادية واجتماعية في روسيا، مما دفع  لنين على الى اعتماد سياسة جديدة سميت بالسياسة الاقتصادية الجديدة (NEP)  سنة 1921م، والتي مثلت تراجعا مؤقتا عن تطبيق الاشتراكية والانفتاح على الرأسمالية.
  • المجال الفلاحي: تم التراجع عن مصادرة فائض الإنتاج الفلاحي.
  • المجال الصناعي والتجاري: تشجيع المبادرة الحرة والانفتاح على الرأسمال الأجنبي، والسماح بتأسيس المقاولات الصغرى، والتراجع عن تأميم الوحدات الصناعية الصغرى والمتوسطة.
  • سياسيا: تأسيس الاتحاد السوفياتي كاتحاد فيدرالي سنة 1922يضم مختلف القوميات
انتعاش الاقتصاد السوفياتي، واستفادة فئة الكولاك والطبقة البورجوازية.

2- خطوات ترسيخ (بناء) النظام الاشتراكي في عهد ستالين:

بعد وفاة لينين في يناير 1924م، تسلم الحكم جوزيف ستالين سنة 1928م بعد القضاء على معارضيه وخاصة تروتسكي، محول النظام السياسي السوفياتي إلى نظام دكتاتوري، حيث عمل على ترسيخ النظام الاشتراكي بإلغاء سياسة النيب، ونهج سياسة التخطيط 1928م التي تقوم على وضع تصاميم خماسية (المخطط الخماسي)، وذلك بهدف تحويل الاتحاد السوفييتي من بلد زراعي ضعيف إلى بلد صناعي قوي ومستقل عن الأطماع الرأسمالية.
استهدف المخطط الخماسي الأول والثاني إنشاء السوفخوزات (أراضي الدولة) وتجميع الأراضي في إطار الكولخوزات (النظام التعاوني) والاهتمام بالصناعات الثقيلة والاستهلاكية، إلا أن المخطط الخماسي الثالث تأثر بظرفية الحرب العالمية الثانية بسبب تحويل بعض
المعامل للإنتاج الحربي... أما المخطط الرابع والخامس فاهتما بتطوير الصناعة الثقيلة والاستهلاكية وتوسيع مجالها في الأورال وآسيا الوسطى.
خلفت هذه السياسة حصيلة إيجابية التي نقلت الاتحاد السوفياتي الى بلد صناعي قوي.

III- أوضاع الديموقراطيات الليبرالية فيما بين الحربين العالميتين׃ إيطاليا وفرنسا نموذجا׃

 1- الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بايطاليا:

  • حكومة ضعيفة لم تستطع انتزاع مطالبها التوسعية، وعاجزة عن حل مشاكلها الداخلية، وأحزاب متعددة (يمينية واشتراكية ثورية) تعرف صراعات كبيرة داخل البرلمان.
  • صناعة تعاني نقصا شديدا في المواد الأولية ومواد الطاقة، ونقص حاد في المواد الغذائية لضعف الإنتاج الفلاحي، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
  • خيبة كبيرة للسكان من نتائج الحرب ونتائج مؤتمر الصلح، تدهور وضعية الفلاحين والعمال، تزايد الإضرابات والمظاهرات العمالية، البطالة...
تبنى الحزب الوطني بقيادة بنتو موسوليني الفاشية وبناء نظام ديكتاتوري بإيطاليا.

2- أوضاع فرنسا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية:

  • خسائر بشرية ومادية فادحة، ترتب عنها عجز في الميزان التجاري وغزو البضائع الأجنبية خاصة بعد ارتفاع قيمة الفرنك الفرنسي أمام العملات الأجنبية.
  • خلل كبير في البنية العمرية (ارتفاع عدد الشيوخ) والجنسية (ارتفاع عدد النساء،) تضرر جميع الفئات الاجتماعية من الحرب انتشار البطالة..
  • تحميل الرأي العام مسؤولية الأزمات للمؤسسات والأحزاب المتعددة نتيجة فشلها في تشكيل اغلبية برلمانية متجانسة، ازدياد التخوف من الخطر الألماني مما أدى إلى تشكيل كتلة وطنية سنة 1919م عجزت عن حل الأزمة.
  • تحالف اليسار الفرنسي مع اليمين، واعتماد خطة بوانكاي التي شملت إصلاحات اقتصادية ومالية من أجل حل الأزمة، ومن أهم إجراءات هده الخطة تخفيض قيمة الفرنك بنسبة 80%.

خاتمة:

إذا كانت الحرب العالمية الاولى ساهمت في وصول البلاشفة للحكم وتمكنهم من معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، فإن البلدان الديموقراطية اللبرالية بأوربا الغربية أصبحت مهددة بالتطرف السياسي في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والتي تفاقمت بعد الأزمة الاقتصادية سنة 1929م.

اذا رادت شرح للدرس على شكل خطاطة اضغط هنا




                           

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -