تقديم إشكالي:
نتج عن تطور النظام الرأسمالي في أوربا الغربية خلال القرن 19م، ميلاد حركة توسعية واحتدام التنافس حول المستعمرات، الشيء الذي ادى إلى ظهور أزمات دولية انتهت باندلاع حرب عالمية أولى في مطلع القرن 20م.
![]() |
عنوان الوحدة 3 مكون التاريخ |
I- مظاهر وأساليب التنافس الإمبريالي خلال القرن 19 ومطلع القرن 20م:
1- مظاهر التنافس الإمبريالي خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م:
أ- التنافس الاقتصادي:
- ظهور ألمانيا كقوة اقتصادية جديدة خلال النصف الثاني من القرن 19م، تنافس إنجلترا القوة الصناعية والتجارية التقليدية.
- اشتداد الصراع بين الدول الأوربية للسيطرة على الأسواق الخارجية، بهدف تصريف فائض الإنتاج الصناعي والفلاحي و تصدير الاستثمارات من جهة وجلب المواد الأولية من جهة ثانية.
ب- التنافس السياسي:
تنافس القوى الإمبريالية (فرنسا، إنجلترا، ألمانيا، روسيا..) على عدة مجالات (مناطق النفوذ): منطقة البلقان، تونس، الكونغو، مصر، المغرب...، من أجل تحقيق مصلحتها الشخصية ومد نفودها:
- فرنسا وألمانيا: الألزاس واللورين؛
- ألمانيا وروسيا والنمسا وصربيا: منطقة البلقان؛
- فرنسا وألمانيا وإنجلترا واسبانيا: المغرب.
2- اعتمدت الدول الإمبريالية في اطار تنافسها الإمبريالي على عدة أساليب ووسائل:
أ- تكوين تحالفات عسكرية
لجأت الدول المتنافسة الى تكوين تحالفات دبلوماسية وعسكرية كان محورها فرنسا وألمانيا:
التحالفات الألمانية (1870و1890م):
تزايد النفقات العسكرية البرية والبحرية في البلدان الأوربية أواخر ق 19م ومطلع ق 20م وتقوية وتطوير الأسلحة؛
الرفع من القوات العسكرية للدول السائرة نحو الحرب وفرض التجنيد الإجباري...؛
ج- الأساليب الاقتصادية:
توسعت النمسا في منطقة البلقان من خلال مد السكك الحديدية، وتطوير الملاحة، وعقد معاهدات تجارية.
لجأت الدول المتنافسة الى تكوين تحالفات دبلوماسية وعسكرية كان محورها فرنسا وألمانيا:
التحالفات الألمانية (1870و1890م):
- التحالف الثلاثي 1873م: بين أباطرة ألمانيا وروسيا والنمسا – هنغاريا
- التحالف الثنائي (السري): بين النمسا وألمانيا 1879م
- التحالف الثلاثي 1882م: بين ألمانيا وإيطاليا والنمسا- هنغاريا
- التحالف الفرنسي الروسي سنة 1892م
- الوفاق الثلاثي: بين فرنسا وإنجلترا روسيا
تزايد النفقات العسكرية البرية والبحرية في البلدان الأوربية أواخر ق 19م ومطلع ق 20م وتقوية وتطوير الأسلحة؛
الرفع من القوات العسكرية للدول السائرة نحو الحرب وفرض التجنيد الإجباري...؛
ج- الأساليب الاقتصادية:
توسعت النمسا في منطقة البلقان من خلال مد السكك الحديدية، وتطوير الملاحة، وعقد معاهدات تجارية.
II- الوسائل التي لجأت اليها الدول الإمبريالية لتسوية الخلاف حول مناطق النفوذ.
لجأت الدول الأوربية الإمبريالية لتسوية خلافاتها حول مناطق النفود إلى مجموعة من الوسائل:
1- عقد مجموعة من المؤتمرات:
- مؤتمر برلين الأول 1878م: توزيع ممتلكات الإمبراطورية العثمانية.
- مؤتمر مدريد 1880م: النظر في مشكل الحماية القنصلية، الظي نص على تعزيزها وإعطاء حق الملكية للأجانب.
- مؤتمر برلين الثاني 1884 / 1885م: تقسيم القارة الإفريقية بين الدول الأوربية الإمبريالية، والاتفاق على تنظيم الملاحة في حوض الكونغو.
- مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906م: كان يهدف إلى تسوية الخلاف بين الدول الأوربية حول المغرب وكيفية التعامل معه، ومن مقرراته: حرية الصحافة بالمغرب، وإنشاء بنك مخزني، وتكليف فرنسا وإسبانيا بتشكيل شرطة بالموانئ المغربية.
2- توقيع اتفاقيات استعمارية:
- الاتفاق الفرنسي الإيطالي 1902م: من أجل تسوية الخلاف بينهما حول المغرب وليبيا.
- الاتفاق الودي الفرنسي الانجليزي 1904م: تنازلت فرنسا عن مصر لصالح انجلترا وفي المقابل تخلت هذه الأخيرة عن المغرب لصالح فرنسا.
- الاتفاق الفرنسي الألماني 1911م: تنازلت فيه فرنسا عن جزء من الكونغو لصالح ألمانيا مقابل تنازل هذه الأخيرة عن المغرب لصالح فرنسا.
III- الأزمات الدولية ودورها في اندلاع الحرب العالمية الأولى:
1- تتعدد مظاهر أزمتي المغرب سنة 1905 و1911م:
أ- الأزمة المغربية الأولى سنة 1905م:
حدثت إثر زيارة الإمبراطور الألماني غيوم الثاني لطنجة سنة 1905م وتأكيده على حماية المصالح الألمانية في المغرب، وعلى استقلال هذا الأخير، وفي هذا السياق انعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906م لتدارس هذه الأزمة وخرج بقرارات منحت عدة امتيازات لفرنسا حيث تم تكليفها بتكوين شرطة مغربية وإدارة شؤون الجمارك.
ب- الأزمة / المسألة المغربية الثانية 1911م:
إرسال الحكومة الألمانية لبارجة حربية لسواحل أكادير (طراد بانتير) احتجاجا على التدخل العسكري الفرنسي في فاس وبحجة حماية رعاياها، لكن تدخل إنجلترا انهى الأزمة بتنازل فرنسا عن الكونغو بمقتضى الاتفاق المبرم سنة 1911م لصالح ألمانيا
2- مظاهر الأزمة البلقانية سنة 1908 و1913م:
الأزمة البلقانية الأولى 1908م
اندلعت بعد قيام النمسا بضم البوسنة والهرسك؛ مما أدى إلى توتر العلاقة بين النمسا وصربيا التي كانت تسعى لضم البوسنة والهرسك لتحقيق الوحدة اليوغوسلافية، وساهم ضعف روسيا بعد هزيمتها امام اليابان ودعم ألمانيا للنمسا في فرض الامر الواقع على صربيا.
الأزمة البلقانية الثانية 1913م:
اعلان دول العصبة البلقانية (صربيا، اليونان، بلغاريا) الحرب ضد الإمبراطورية العثمانية، بسبب سياسة التتريك التي انتهت بهزيمة هذه الأخيرة. وتوقيع معاهدة لندن 30 ماي 1913م تخلت بموجبها الإمبراطورية العثمانية عن أراضيها الأوروبية لفائدة الدول المنتصرة.
بعد توقيع معاهدة لندن اندلعت حرب بين كل العصبة البلقانية نتيجة خلافاتها حول ممتلكات الإمبراطورية العثمانية. بين بلغاريا من جهة وصربيا واليونان ورومانيا من جهة ثانية، انتهت بهزيمة بلغاريا
بعد توقيع معاهدة لندن اندلعت حرب بين كل العصبة البلقانية نتيجة خلافاتها حول ممتلكات الإمبراطورية العثمانية. بين بلغاريا من جهة وصربيا واليونان ورومانيا من جهة ثانية، انتهت بهزيمة بلغاريا
3- ساهم اغتيال ولي عهد النمسا في اندلاع الحرب العالمية الأولى:
اغتيال ولي عهد النمسا «فرانسوا فرديناند» بسرايفو عاصمة البوسنة على يد طالب صربي يوم 28 يونيو 1914م، فوجهت النمسا إنذارا لصربيا يتضمن مجموعة من الشروط والتعهدات التي تمس بسيادة صربيا، لكن هذه الأخيرة كان جوابها الرفض فأعلنت النمسا الحرب على صربيا في يوليوز 1914م، مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى بتاريخ 28 يوليوز 1914م.
خاتمة:
في الوقت الذي اشتد فيه الصراع بين الدول الامبريالية نهاية القرن 19م، عملت دول المشرق العربي والمغرب على مباشرة مجموعة من الإصلاحات لمواجهة الاطماع الخارجية.