تقديم اشكالي:
ترتب عن فساد الكنيسة الكاثوليكية
بأوربا الغربية خلال القرن 16م، ظهور حركات إصلاحية دينية نادت بإصلاح الكنيسة الكاثوليكية.
I- مظاهر حركات الإصلاح الديني باوربا الغربية خلال القرن 16م:
1- حركات الإصلاح الديني في ألمانيا:
تزعم مارتن
لوثر حركة الإصلاح الديني في المانيا بعد زيارة روما سنة 1511م حيث شاهد مظاهر
فساد الكنيسة ورجال الدين.
علق
الأطروحات 95 وهي عبارة عن 95 احتجاجا على باب كنيسة وتنبرغ بألمانيا تضمنت مجموعة من القيم والمبادئ:
- رفض شراء صكوك الغفران؛
- الخلاص من الذنوب يكون بالإيمان وليس شراء شكوك الغفران؛
- جعل الكتاب المقدس المصدر الوحيد للعقيدة؛
- رفض تحويل أموال ألمانيا إلى روما (الضرائب)؛
- تأسيس الكنيسة اللوثرية والانفصال عن الكنيسة في روما.
2- الحركة الكلفانية بزعامة جان كالفان:
تأثر جان
كالفان بأفكار مارتن لوثر من أبرزها:
- الإيمان بالقدر؛
- الخضوع لسلطة الكتاب المقدس؛
- الاعتقاد أن التبرير يكون بالإيمان؛
- تأسيس كنيسة مدنية.
3- الحركة الأنجليكانية:
قاد الملك
هنري الثامن حركة الإصلاح الديني في إنجلترا بسبب استنزاف الكنيسة في روما موارد انجلترا (الضرائب والأراضي)، اضافة الى رفض الكنيسة طلاق الملك هنري الثامن من زوجته
الاولى مما ترتب عنه:
- اصدار البرلمان قانون السيادة الذي خول للملك ان يصبح القائد الأعلى؛
- انفصال الكنيسة في إنجلترا عن كنيسة روما.
II- اسباب قيام حركات الإصلاح الديني باوربا الغربية خلال القرن 16م:
1- أسباب أخلاقية
فساد الكنيسة الكاثوليكية:
- بيع صكوك الغفران وجمع الأموال عن طريق فرض الضرائب على رجال الكنيسة وعامة المسيحين
- الصراع بين رجال الكنيسة حول المناصب وإخضاع اختيار البابا للمساومات والدسائس بين الأساقفة
فساد رجال الدين
- الاهتمام بالأمور الدنيوية (نهب الأموال من الضرائب والأعشار وعاشوا حياة الثراء والترف)
2- أسباب نفسية:
- معاناة الأوربيون خلال العصور الوسطى مع الحروب والمجاعات والأوبئة (الطاعون الأسود) مم دفعهم الى البحث عن الطريق الخلاص وسبيل النجاة من النار؛
- القيام بممارسات دينية خارج الطقوس التي تفرضها الكنيسة.
3- أسباب سياسية واقتصادية:
- رغبة الأمراء في التخلص من سلطة الكنيسة وإضعاف تبعيتهم للبابوية
- معارضة الطبقة البورجوازية للكنيسة الكاثوليكية التي تعرقل تطور البورجوازية (تحديد أرباح التجارة، تحرم السلف بالربا...)
4- أسباب فكرية:
- انتشار الكتب وتطوير أساليب التدريس؛
- انتشار أفكار نهضة والحركة الإنسية بخلق فكر نقدي وتنويري.
III- التحولات التي خلفتها حركة الإصلاح الديني وردود فعل الكنيسة الكاثوليكية :
1- خلفت حركات الإصلاح الديني عدة نتائج:
- انقسام أوربا دينيا الى مذهبين: البروتستانتية التي تشكل اقلية بمذاهبها الثلاثة: اللوثرية، الأنجليكانية، الكلفانية (ألمانيا، سويسرا، انجلترا...)، و المذهب الكاثوليكي الذي يشكل اغلبية (فرنسا، ايطاليا..).؛
- اندلاع حروب طائفية بين أنصار المذهب الكاثوليكي والبروتستانتي (حرب الثلاثين سنة) ؛
- تأخير مسيرة النهضة الأوربية.
2- اتخذت الكنيسة الكاثوليكية عدة تدابير لقيام الإصلاح المضاد البروتيستانتي:
- تأسيس مجمع ترونت سنة 1543 الذي قرر: جعل اللغة اللاتينية اللغة الرسمية للكتاب المقدس، الاحتفاظ ببيع صكوك الغفران؛
- احداث محاكم التفتيش: تأسست في القرن 12 في إطار حركة الاسترداد وتم احياؤها في القرن 16 لتصفية أتباع المذهب البروتيستانتي؛
- انشاء لـجـنة الثَّبْت: مراقبة المطبوعات ومنع قوائم الكتب تتضمن أفكار ومبادئ حركة الإصلاح الديني